العدد 25 - علوم وتكنولوجيا
 

علا الفرواتي

يتسترون خلف شاشة زجاجية، يرفعون أصواتهم ضد الغلاء والاحتلال، ويقاومون ضغوطا منعتهم من التعبير على مدى سنين طويلة. سلاحهم في هذا اتصال بالإنترنت، وموقع فيس بوك و"ماوس" التي تتحرك في جميع الاتجاهات دون ضوابط.

وسائل تعبيرهم صورة أو كاريكاتير ونكتة وتعليق، وأسماؤهم تتخذ صبغة مثل نشمي أردني، عقال وكوفية، ونشمي "جدع" أو صبغة احتجاجية تهكمية مثل "أردني مخنوق" و"ميت من الجوع."

شباب أردنيون وجدوا في الإنترنت وسيلة للتعبير السلمي عن غضباتهم ومخاوفهم وسجلوا فيها رفضهم لموجات الغلاء واحتلال العراق وفلسطين وأفغانستان في الوقت الذي واجه فيه أقرانهم في مصر السجن والتنكيل لتجرئهم على الدعوة إلى الإضراب عبر الإنترنت .

أبرز مظاهر التعبير عن الاستياء الشعبي عبر الإنترنت كانت الدعوة إلى إضراب الرابع من أيار/مايو تضامناً مع ناشطين مصريين دعوا إلى "يوم احتجاج شعبي" على ارتفاع أسعار المواد الغذائية. يوم الاحتجاج، الذي أعلنت جماعة الإخوان المسلمين تأييدا كاملا له، تزامن مع ذكرى ميلاد الرئيس المصري حسني مبارك الثمانين.

«لعيون الأردن، ولعيون مصر... تضامناً مع أنفسنا ومع أشقائنا المضربين في مصر...» عنوان الإضراب السلمي الذي يدعو الشباب إليه عبر الإنترنت .

«زمن الخوف انتهى» كانت رسالة المضربين إلى الناس. لكن الدعوة التي اقتصرت على فيس بوك وبعض المنشورات لم تلق صدى شعبيا واسعا. "ے" لم تلاحظ غيابا واسعا للموظفين عن أعمالهم أو ارتداء الأسود لأولئك المضطرين إلى الخروج من منازلهم كما دعا أصحاب الإضراب. مطالب المضربين تركزت في أن تبذل الحكومة جهودا حقيقية للحد من ارتفاع الأسعار، تثبيت أسعار الغاز والكهرباء، وقف بيع ممتلكات الوطن وإنصاف موظفي القطاع الخاص ووضع تعليمات ملزمة للشركات لرفع رواتبهم.

نحو 30 ألفا من مستخدمي موقع فيس بوك تمت دعوتهم إلى هذا الإضراب فيما سجل خمسة آلاف أنهم سيقومون به.

ونقلت صفحة الإضراب على الموقع صبيحة الرابع من أيار أخبارا مصدرها البي بي سي والجزيرة مفادها اعتقال ثلاثة من ناشطي حركة اليسار الاجتماعي الأردني على خلفية توزيع منشورات تحرض على المشاركة في الإضراب. أمين عام الحركة خالد كلالدة أكد في تصريحات نقلتها البي بي سي أن السلطات الأردنية أوقفت «فراس طيبة وعامر دويك» لدى مديرية شرطة العاصمة. كذلك أوقفت سيارة تابعة للمخابرات العامة عضو الحركة، علاء الفزاع، لمدة ساعة بتهمة توزيع منشورات باسم "اليسار الاجتماعي الأردني".

الناطق الرسمي باسم الأمن العام الرائد محمد الخطيب نفى في الوقت ذاته للـ بي بي سي أن تكون الشرطة قد اعتقلت أيا من أعضاء حركة اليسار الاجتماعي الأردني.

كثيرون لم يسمعوا «أصلا» بهذا الإضراب. ياسين، الذي يعمل مندوب مبيعات في إحدى الشركات الخاصة لم يعرف عن هذه الدعوة إلى حراك شعبي ضد الغلاء.

«لكنني لم أكن لأشارك أصلا..» يقول ياسين «إذا استجبت فإنني سأطرد من عملي لعدم وجود عذر للغياب، فصاحب العمل لن يرغب في تعطيل عمله من أجل هكذا إضراب كهذا».

وعلى صعيد آخر، أرجع خبير المعلوماتية والاتصالات مجدي منعم «فشل» دعوة فيس بوك إلى الإضراب السلمي إلى أن الداعين لم يجترحوا بدائل أخرى تستطيع أن تتبناها الحكومة، فيما أكد أن انشغال الناس بتدبير قوت يومهم وعدم الاعتياد على القيام بالتظاهرات في الأردن يدفعهم إلى إهمال دعوات كهذه.

منعم، أكد أيضا أن الدعوة لهذا الإضراب تمـت عن طريق أسماء وهميـــة وليس أسماء أشخاص ذوي تأثير في الحياة العامـــة أو من نقابيين معروفين. ما أضفى على طلب الاعتصام صبغة من «عدم الجدية.»

فيس بوك منصّة دعوة للإضراب
 
08-May-2008
 
العدد 25