العدد 24 - احتباس حراري
 

مفعول الدفيئة، هي ظاهرة يقوم من خلالها الغلاف الجوي بحبس بعض من طاقة الشمس لتدفئة الكرة الأرضية والحفاظ على اعتدال مناخنا. ويشكل ثاني أكسيد الكربون أحد أهم الغازات التي تساهم في مضاعفة هذه الظاهرة، لأنه ينتج أثناء حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي في مصانع الطاقة والسيارات والمصانع وغيرها، إضافة إلى إزالة الغابات بشكل واسع. غاز الدفيئة المؤثر الآخر هو الميثان المنبعث من مزارع الأرز، وتربية البقر، ومطامر النفايات، وأشغال المناجم، وأنابيب الغاز. كما أن "Chlorofluorocarbons (CFCs)"، المسؤولة عن تآكل طبقة الأوزون والأكسيد النيتري (من الأسمدة وغيرها من الكيميائيات)، تساهم أيضاً في هذه المشكلة بسبب "حبسها" للحرارة.

وتشير دراسات إلى أن غازات الدفيئة الرئيسية، لا سيما ثاني أكسيد الكربون، ازدادت بوتيرة أسرع في العالم في السنوات الماضية، إذ ارتفعت كمية ثاني أكسيد الكربون إلى 2.4 وحدة بالمليون أو 4.2 ملغ في ليتر الهواء عام 2007 بحسب الوكالة الوطنية للبحار والغلاف الجوي الأميركية.

وأعلن مختبر الأبحاث حول الكرة الأرضية في الوكالة أنه بالرغم من الجهود المبذولة للتخفيف من الظاهرة، فقد ارتفع تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو بما مقداره 19 بليون طن أي بما نسبته 60بالمئة مقارنة بالعام 2006.

منذ العام 2000 بات ارتفاع كمية غاز الكربون من وحدتين بالمليون سنوياً أو أكثر أمراً معتاداً مقارنة بنحو 1.5 وحدة سنوياً في الثمانينيات وأقل من وحدة بالمليون سنوياً في الستينيات، بحسب الوكالة الفدرالية الأميركية. كما أصبح التركز العالمي من ثاني أكسيد الكربون يقارب حالياً 385 وحدة في المليون. وكانت النسبة في حقبة ما قبل الثورة الصناعية حوالي 280 وحدة في المليون حتى العام 1850.

ويعتبر حرق الفحم والنفط، والغاز الطبيعي المصدر الرئيس لتفاقم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وتمتص المحيطات والنباتات والتربة حوالي نصف ثاني أكسيد الكربون المنبعث، فيما احتبس النصف الباقي في الغلاف الجوي قروناً من الزمن، بل أكثر على ما ذكرت الوكالة في بيان على موقعها.

ويرجح العلماء أن يبقى حوالي 20بالمئة من ثاني أكسيد الكربون من احتراق الوقود الأحفوري عام 2007 في الغلاف الجوي طيلة آلاف الأعوام، بحسب التقييم العلمي الأخير الذي نشرته لجنة خبراء المناخ الدوليين.

وبالإضافة إلى ثاني أكسيد الكربون الذي يتحمل المسؤولية الأكبر في ظاهرة الاحتباس الحراري من بين غازات الدفيئة، بدأت نسبة غاز الميثان في الارتفاع من 27 مليون طن في العام الماضي بعد عقد من الجمود بحسب الوكالة.

ويفوق الميثان ثاني أكسيد الكربون فعلاً بنحو 25 مرة من حيث المساهمة في مفعول الدفيئة، غير أن الجو يحتوي كمية أقل بكثير منه ما يجعل مساهمته في الاحتباس الحراري النصف من مساهمة ثاني أكسيد الكربون.

وبين الباحث في الوكالة الأميركية إد لوغوكنكي أن ارتفاع كمية الميثان العام 2007 للمرة الأولى منذ 1998 قد يعزى إلى النمو السريع في الصناعات الآسيوية، وارتفاع كمية الانبعاثات منه في المستنقعات القطبية والاستوائية.

الغازات الدفيئة تزداد بوتيرة سريعة في الهواء
 
01-May-2008
 
العدد 24