العدد 24 - أردني
 

السّجل- خاص

بعد أقل من أسبوع على نفي وزير الدولة لشؤون الاتصال والإعلام، ناصر جودة، وجود صفقات وصفها بـ«المزعومة» لبيع أرض تمتلكها الحكومة، خالف وزير العمل رئيس مجلس إدارة مؤسسة الضمان الاجتماعي، باسم السالم، زميله في الحكومة وأعلن عن نية الضمان تأسيس شركة برأس مال مقداره 100 مليون دينار لتقوم بـ«استملاك» الأراضي والمباني الجديدة التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة المقامة بمحاذاة المدينة الطبية.

«وزير الإعلام» اعتاد على نفي أي خبر ذي أهمية حتى ولو كان صحيحاً، والتقليل من حجم الاستفسارات الصحفية حتى ولو كانت ملحة، فقال في البرنامج الإذاعي "اسألوا الحكومة" الذي يرد من خلاله على استفسارات مواطنين وأحياناً صحفيين إن "القول ببيع جزء من أراضي الدولة لا يعدو كونه إشاعات لا أساس لها من الصحة"، ثم عاد بعد يومين ليؤكد ما قاله سابقاً.

جودة أنكر على مدار الأسبوع الفائت، وخلال ثلاثة تصريحات صحفية، ولقاء إذاعي، وجود نية للحكومة في بيع بعض الأراضي، "حتى الآن" كما قال. وكان أطلق إشارات متضاربة حول تمثيل الأردن في قمة دمشق، ومنها نفي عدم حضور الملك عبدالله الثاني للقمة!

طاولة المطعم الإيطالي في فندق حياة عمان، التي جمعت رئيس الوزراء نادر الذهبي بأربعة صحفيين، خالفت توقعات جوده ونفيه الدائم، فالرئيس كان قريبا من الوضوح وتطرق مع الزملاء: رنا الصباغ، وسميح المعايطة، وجميل النمري، وفهد الخيطان إلى مسألة بيع أراضي الدولة.

أمين عمان الكبرى عمر المعاني تحدث من جهته عن عروض استثمارية من قبل مستثمرين عرب للاستثمار في منطقة وادي عبدون.

نفي جوده تكرر لدى لقائه الصحفيين الأسبوع الماضي في المركز الثقافي الملكي، حيث أكد عدم وجود "عمليات بيع"، وأمل جودة في إطار استمراره على النهج ذاته "بأن لا يتم الاستناد الى اشاعات وأقاويل في استقاء المعلومات".

أستدرك جوده أنه سيتم قريباً تأسيس شركة يقودها الضمان الاجتماعي بالتشارك مع مؤسسات وطنية أخرى لتطوير بعض العقارات والأملاك، وتعطى الأولوية للمستثمر المحلي، وفي حال عدم توافر استثمارات محلية فستنظر الى استثمارات عربية او غيرها من الاستثمارات.

تصريحات الوزير السالم جاءت دون التطرق إلى النفي المتكرر لزميله في الحكومة ناصر جودة، وإنما أوضح أن الشركة المنوى إنشاؤها ستقوم بتحويل أراضي «القيادة» البالغة مساحتها 500 دونم إلى «مركز أعمال» أو ما أسماه business park، لتكون مكاتب إدارة لعمليات الشركات التي تعتزم إقامة استثمارات في المناطق التنموية الخاصة لا سيما في إربد والمفرق.

وألمح إلى احتمال استنساخ العملية وتطبيقها على أراضي المدينة الطبية الواقعة بمحاذاة القيادة الجديدة غرب عمان مستقبلا، ولكنه أكد أن الأمر منوط بالخدمات الطبية الملكية.

قيمة العقارات التابعة للقيادة لم يحسم أمرها بعد، و«ماتزال قيد الدراسة وستخضع لعمليات تخمين»، فيما يقدر متخصصون قيمة الدونم الواحد من الأراضي الواقعة في المنطقة المحيطة بنحو مليون دينار كحد أدنى.

تصريحات السالم وردت عبر شاشة التلفزيون الأردني، وضمن برنامج 60 دقيقة، ولفت فيها أن استملاك المدينة الطبية وإلحاقها بمركز الأعمال مستقبلا يستدعي إنشاء مدينة طبية في منطقة أخرى.

وقد لوحظ أن جودة توقف عن الإدلاء بتصريحاته حول عدم بيع أراض للدولة، بعد تصريحات السالم. ربما أدرك الوزير أن تصريحاته التي كان يصر فيها على نفي «الإشاعات» عن نية الحكومة بيع الأراضي، افتقدت الى الشفافية، بدلا من تعميقها.

تعزيز الشفافية أم اضعافها: جودة ينفي والسالم يؤكد
 
01-May-2008
 
العدد 24