العدد 23 - اعلامي
 

حثت لجنة حماية الصحفيين الدولية الحكومة العراقية والولايات المتحدة الأميركية  توضيح ملابسات ظاهرة قتل الصحفيين في العراق.

وقالت اللجنة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، وتتابع الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرض لها الإعلاميون في العالم انه «بعد خمس سنوات على اجتياح العراق بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، ما زلنا نرى قتلى من الصحفيين بشكل دوري».

واستغربت اللجنة في بيان لها ان مسألة الضربات المميتة التي تعرض لها «فندق فلسطين» ومكتب قناة «الجزيرة» الفضائية في بغداد لم تلق جواباً حتى الآن بعد مضي خمسة أعوام عليها.

وقالت اللجنة إن سلسلة الضربات العسكرية التي سددتها القوات الأميركية لوسائل إعلامية في بغداد وأودت بحياة ثلاثة صحفيين، ما زالت بدون تحقيق كامل او نشر نتائج التحقيقات على الملأ، وطالبت بوضع إجراءات لمعالجة مسألة تواجد الصحفيين في جبهة القتال.

ففي 8 أبريل/نيسان عام 2003، أطلقت دبابة أميركية قذيفة واحدة على "فندق فلسطين"، القاعدة الرئيسية لعشرات من الصحفيين الدوليين الذين كانوا ينقلون وقائع الاجتياح الأميركي للعراق، مما أدى إلى مصرع المصور الصحفي الإسباني خوسيه كوسو، العامل لحساب قناة "تيلي ثينكو" التلفزيونية الخاصة، والمصور الصحفي المخضرم في وكالة "رويترز" للأنباء، تاراس بروتيسيوك، وإصابة ثلاثة صحفيين آخرين بجروح. وخلص تحقيق أجرته لجنة حماية الصحفيين في ظروف ذلك الاعتداء، بعنوان «ترخيص بإطلاق النار"، إلى أن الهجوم على الفندق لم يكن متعمدا إلا أنه كان في الإمكان تفادي وقوعه لو لم يقع عطل، على ما يبدو، في نظام الإتصالات داخل سلسلة القيادة العسكرية الأميركية.

في وقت سابق من صبيحة ذلك اليوم، قصفت طائرات حربية أميركية مكتب قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية في بغداد وقتلت مراسل القناة، طارق أيوب، وجرحت أحد مصوريها. وبعد عدة دقائق، تعرضت مكاتب تلفزيون أبو ظبي القريبة للنيران في هجوم منفصل.

وقالت اللجنة في بيانها إن القناتين تعملان فعلا في منطقة للعمليات العسكرية، إلا أنهما كانتا هناك منذ عدة أسابيع، كما أن قناة «الجزيرة" كانت قد أعطت إحداثياتها لوزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون».

لم تكن تلك هي المرة الأولى التي تتعرض فيها "الجزيرة" لضربة عسكرية من جانب القوات الأميركية، ذلك أن مكتبها في العاصمة الأفغانية، كابول، تلقى ضربة جوية في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2001. وصرح "البنتاغون" حينذاك بأن مكتب "الجزيرة" في كابول كان "منشأة معروفة للقاعدة" من دون أن يقدم أي دليل على ذلك.

رئيس التحرير العالمي في وكالة "رويترز»، ديفيد شليسينجر، أبدى وفق لجنة حماية الصحفيين عدم رضاه عن التقدم في التحقيق منذ مصرع أحد مراسليه، وقال: "في الوقت الذي رأينا فيه إجراء تحقيقات رسمية في عدة حوادث، إلا أننا غير راضين عن سرعتها أو موضوعيتها"، وأضاف: "لدينا شعور حاد بأنه ينبغي عمل المزيد لغرض جعل جبهة القتال آمنة بأكبر قدر ممكن للصحفيين غير المتحاربين».

المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، جويل سيمون، قال إن "هناك أسئلة مقلقة حول هذه الهجمات ما زالت معلـّقة حتى هذا اليوم، وكل من تلك الأسئلة يمكن أن تترتب عليه مضاعفات قاتلة بالنسبة لجميع الصحفيين العاملين في مناطق تشهد صراعات"، واستطرد: "على المسؤولين في الولايات المتحدة الإجابة عن الأسئلة القائمة منذ فترة طويلة بشأن عدم إخبار القوات الأميركية الموجودة في الميدان بطبيعة (فندق فلسطين) وما هي الخطوات التي اتخذها الجيش لتلافي وقوع هذا النوع من المآسي في المستقبل، ويجب على العسكريين الأميركيين أن يضعوا حدا لصمتهم حول قصف مكتب (الجزيرة) كذلك».

من بين 127 صحفياً و 50 مساعداً إعلامياً سقطوا قتلى في العراق منذ 20 مارس/آذار 2003، هناك ما لا يقل عن 16 صحفياً و 6 مساعدين إعلاميين قتلوا بنيران القوات الأميركية، سقط آخرهم في 12 تموز/يوليو عام 2007.

استهداف الصحفيين بلا إجابات أميركية
 
24-Apr-2008
 
العدد 23