فيما يلي مقتطفات من مقال عمره 58 عاماً نشرته صحيفة «الميثاق» التي كان أصدرها المحامي المرحوم شفيق رشيدات بين الأعوام 1949-1952 والمقال بعنوان «وظائف.. ودرجات»:

«منذ ثلاثين سنة وأهل البلاد يتحدثون بالوظائف والدرجات وبالتعيينات والترقيات والتشكيلات. ومنذ ذلك التاريخ حتى الآن والاجتماعات الوزارية تعقد وتفض لتبحث بالتعيينات والتنسيبات، والشباب «المثقفون» والهيئات يجتمعون ويقررون ويحتجون على التعيينات والترقيات والتشكيلات..

وسيظل حديث البلد غداً وبعد غد الى ما شاء الله، حديث الوظائف والدرجات وسيظل انعقاد الاجتماعات الرسمية والشعبية من أجل التعيينات والترفيعات..!.

نعم سيظل الأمر كذلك ما ظلت سياستنا سياسة تعيين وتوظيف، وظل تفكيرنا تفكير درجات وتشكيلات.

إن سياسة التوظيف عندنا سياسة خطرة أدت الى نتائج وخيمة في عقول ونفسيات الشباب وفي تفكير مجتمعنا وفي نظرته للحق والإنصاف والعدالة.

إن هذه التعيينات التي تتم على غير قياس واضح، وهذه الترفيعات والتفضيلات لأشخاص على آخرين دون ما سبب منطقي معقول، وهذه الحزبيات القبلية والمصلحية التي جعلت من موظفي بعض الدوائر قبيلة وعشيرة لمديرها أو المسؤول فيها أصبحت حديث الناس ومدار انتقادهم ومضرب أمثالهم وتندرهم..!» .

انتهت مقتطفات المقال، وربما لم يتمكن صاحبه من الاكتشاف أن توقعاته كانت صائبة تماماً.