العدد 22 - علوم وتكنولوجيا
 

علا الفرواتي

تلقت صفحة الملكة رانيا على الموقع العالمي الأشهر لتبادل أفلام الفيديو "يو تيوب" Youtube فيضا من التعليقات و"الإجابات الفيديوية".

وكانت الملكة أطلقت منذ نحو أسبوعين نداء إلى مستخدمي الموقع ليرسلوا لها أسئلتهم وتعليقاتهم واستجاباتهم الفيديوية تحت عنوان "أرسلوا لي أفكاركم المسبقة" send me your stereotype، وطالبت المجتمع العالمي أن ينخرط معها في حوار حول العرب والإسلام والمرأة العربية.

تقول الملكة رانيا: "معظم معرفة الناس عن العرب استقوه من 24 وجاك باور (مسلسلات بوليسية أميركية). أنا مندهشة من الأسئلة التي أتلقاها عن العالم العربي مثل: هل كل العرب يكرهون الأميركيين؟ هل تستطيع المرأة العربية أن تعمل؟"

وتؤكد الملكة في شريطها الأول على "يو تيوب" أن من المهم تضافر الجهود لكسر هذه الأفكار النمطية، معلنة استعدادها للاعتماد على مساعدة أعضاء آخرين من شبكة يوتيوب.

"اعتبارا من اليوم وحتى الثاني عشر من آب/أغسطس وهو يوم الشباب العالمي سأقوم بالإجابة عن أسئلتكم وكسر هذه الصور النمطية الواحد تلو الآخر."

منذ وضع هذا الشريط على يو تيوب، تمت مشاهدة فيديو الملكة حوالي 1.200 مليون مرة فيما تلقت الصفحة حوالي 4700 تعليقا و20 ردا فيديويا.

التعليقات راوحت بين مؤيدين للفكرة ورافضين لها، فيما انهالت الأسئلة التي تستفسر عن الحجاب ومعاملة المرأة في الإسلام والجهاد في الإسلام.

وقال احد المشاركين في الحوار من بنغلادش: "أنا أعيش في الشرق الأوسط وأتلقى كثيرا من الأسئلة حول حجم ثروتي... الكل يعتقد أنني أسبح في بحر من البترول. لكنني أيضا اسأل، لماذا يعامل الهنود والسريلانكيون والبنغال بكثير من التعالي في العالم العربي؟"

مشارك آخر سأل أيضا:" هل الجهاد جزء من الإسلام؟ أم أن الإسلام جزء من الجهاد؟ وسأل آخرون عما إذا كان الجهاد مذكور في "الكتاب المقدس" الإسلامي؟

أحد المعلقين من إسبانيا سأل: "ما هو دور الحجاب في حياة المرأة؟ إننا هنا نراه وسيلة لتحكم الرجل بالمرأة."

احمد خلف الجعافرة من الأردن قال: «الصورة النمطية التي يحملها العالم عن العرب والمسلمين ناتجة عن بعض سلوكيات العرب المسلمين في الخارج.»

الجعافرة يضيف أن على العربي تغيير هذه الصورة النمطية عبر دراسة التاريخ العربي الإسلامي «بعين ناقدة لا بعين مؤمنة، والانتباه لكل ما يصدر عن المسجد من ثقافة تحرض المسلم على كره الآخر، وخصوصا خطبة يوم الجمعة، وإفساح المجال أمام القوى العلمانية والليبرالية لتقول كلمتها فيما يجري في الواقع العربي الإسلامي.»

بعد نحو 10 أيام، ردت الملكة ضمن فيديو آخر بقولها إنها سعيدة بردود الفعل على الفيديو الأول: «بعض تعليقاتكم كانت إيجابية والبعض الآخر كان نقديا، وهذا جيد لأنه جزء من الحوار، لذا فإنني أشجعكم على متابعة إرسال هذه التعليقات.»

وأضافت: «مع هذا السيل من التعليقات، لن يكون لدي متسع من الوقت لأتابع مسلسل 24 وسأعتمد عليكم لتقولوا لي ماذا يحصل.. حقا. أحدكم كتب لي: لا نستطيع أن نحكم على ثقافة أخرى باستخدام عدسات ثقافتنا الخاصة وبوصلتها. وانأ اتفق مع هذا الطرح.»

ثم تورد الملكة تصويرا لأحد الشبان الأميركيين يورد فيه تجربته في الأردن والصور النمطية الكثيرة التي تخلى عنها؛ من ركوب العرب للجمال إلى حاجته لحراسة متواصلة لتجنب أي حدث إرهابي.

المدونون ومستخدمو موقع يوتيوب أكدوا أنهم في انتظار المزيد من الفيديوهات من الملكة. المدون نسيم الطراونة قال في مدونته «السوسنة السوداء:» أعتقد أنها مبادرة جيدة جداً (أتمنى لو فكرت فيها أولاً)، وأعتقد أنها واحدة من مشروعات الويب 2.0 التي لم تجرب حتى الآن على هذا المدى وفي هذا المجال.»

دخول الملكة إلى ساحة الجدل حول واحدة من أكثر القضايا سخونة عبر أحدث منجزات التكنولوجيا من شأنه أن يثري هذا الجدل ويرتقي به إلى مستواه الذي يليق به.

الملكة رانيا تواجه الأفكار المسبقة عن العرب والمسلمين عبر YouTube
 
17-Apr-2008
 
العدد 22