العدد 21 - حتى باب الدار
 

يشترط وجود الود أصلاً بين المختلفين، كي لا يتمكن أي خلاف من أن يفسد له قضية، أما إذا لم يكن الود موجوداً فإن الوضع يختلف.

الطريف أن الناس يتبادلون تلك العبارة فقط عندما تظهر علامات غياب الود ما بينهم بعد نشوب خلاف، ولولا إحساسهم بغياب الود لما قالوها، ولكن المبادر إلى قولها يسبق الآخر في تحميله المسؤولية، بمعنى أنه يسبقه إلى الإدانة.

لا يتعامل الناس مع اختلاف آرائهم على أنه اختلاف في الرأي، بقدر ما ينظرون إليه على انه اختلاف في الود، والمعروف أن الاختلاف في الود قد يفسد للرأي كل قضية.

**

عدة مقابل عدة

تدعو الحكومة الشباب إلى التوجه إلى التعليم والتدريب المهني بدل التزاحم على أبواب الجامعات التي تخرج الوف العاطلين عن العمل..

الواقع أن الحكومة تحابي الجامعيين حتى وهي تتحدث عن بطالتهم، ذلك أنه إذا كان هناك الألوف من الجامعيين العاطلين عن العمل ،فإن هناك عشرات الألوف من العاطلين عن العمل غير الجامعيين.

الطريف أن «غير الجامعي» عندما لا يجد عملاً يلام لأنه «لم يكمل دراسته»، وفي الوقت نفسه عندما يشكو أنه لا يجد عملاً يقال له: يوجد غيرك جامعيين لا يجدون عملاً!.

في إحدى اللقطات الذكية من فيلم «فهرنهايت 11/9) يتوجه المخرج إلى مبنى الكونغرس الأميركي يسأل أعضاءه إن كان لأي منهم أولاد يخدمون في الجيش الأميركي في العراق أو أفغانستان، ويكون السؤال محرجاً وبعضهم يهرب من أمام الكاميرا. لو جربنا أن نسال وزراء الحكومة من منهم يفضل أن يوجه ابنه أو أخاه إلى العمل المهني كي لا يواجه البطالة مستقبلاً.

الخلاف في الرأي وفي الود معاً
 
10-Apr-2008
 
العدد 21