العدد 3 - علوم وتكنولوجيا
 

عمان- من إعلانات مرشحين لمجلس النواب، إلى أخبار التنزيلات والدعوات لحفلات غنائية وموسيقية، يتلقى الأردنيون يوميا الآلاف من الرسائل النصية الإعلانية في ظاهرة أصبحت تمثل إزعاجاً للكثيرين.

ومع تقديرات غير رسمية تؤكد بأن عدد الرسائل المرسلة إلى هواتف الأردنيين النقالة يتراوح بين 5-3 ملايين سنوياً، تمهد هيئة تنظيم قطاع الاتصالات لإصدار قرار تنظيمي يضع قواعد وضوابط لتعامل شركات الاتصالات المتنقلة مع هذا النوع من الرسائل وضبطها، بما اعتبرته الهيئة “جزءاً من واجبها المتمثل في حماية مصالح المستفيدين”.

ويقول أنس جزيني انه يتلقى العشرات من الرسائل الخلوية يومياً، ويشتكي من أن هذه الرسائل تصله احيانا في وقت متأخر.

ويضيف: “تصلني بعض الرسائل بعد منتصف الليل وتوقظني من النوم ما دفعني إلى إغلاق هاتفي النقال عندما أذهب للنوم...”

وفي حمى المعركة الانتخابية، بدأ العديد من المرشحين باستخدام الرسائل القصيرة للترويج لأنفسهم. لين راسم تلقت أكثر من عشر رسائل تحضها على انتخاب احد مرشحي الدائرة الثالثة رغم انها مسجلة ضمن الدائرة الانتخابية الخامسة.

وأقرت الهيئة بأنها تلقت عددا من الشكاوى تتعلق بالرسائل الإعلانية التي تصل الى مشتركي الاتصالات المتنقلة، وأنها قامت بمتابعة الموضوع مع الشركات المعنية.

وبحسب مصدر مسؤول في إحدى شركات الخلوي، فإن الهيئة عقدت اجتماعات مع الشركات بهدف ايجاد حل عملي لهذه الظاهرة التي وصفتها بأنها “تشكل ازعاجا للمواطنين بشكل عام، وأصبحت تشكل ظاهرة من حيث حجمها، وأن بعض الجهات تستغل هذه الوسيلة بغرض تضليل المشتركين او تحقيق منافع مادية”.

وقالت الهيئة في بيان مكتوب للسّجل:” لقد قامت الهيئة بمخاطبة المرخصين بهدف طلب ملاحظاتهم كخطوة أولى تمهيداً لإصدار الهيئة قراراً تنظيمياً يضع قواعد وضوابط لتعامل شركات الاتصالات المتنقلة مع هذا النوع من الرسائل وضبطها.”

وفيما نأت الشركات المزودة لخدمات الاتصالات المتنقلة بنفسها عن أيّ نية لإزعاج المشتركين، أكدت هذه الشركات أن العديد من الرسائل النصية الاعلانية ترد للمشتركين عن طريق مزودين غير محليين، أو عن طريق الانترنت، ما يجعل التحكم بهذه الرسائل او محتواها صعبا جدا، خصوصا في ظل التزام الشركات بعدم إرسال أي رسائل للمشتركين في حالة طلبوا ذلك.

وقال مدير خدمات البيانات في شركة زين زياد المصري، أن الشركة تتأكد من الحصول على موافقة المشترك عن طريق مندوبيها، قبل أن تقوم بإرسال أي رسائل إعلانية أو ترويجية إليه. وفي حال عدم موافقة المشترك، فإن الشركة تلتزم بعدم إرسال أي رسائل خلوية إعلانية له.

وأعلن المصري أن زين حاليا بصدد فلترة الرسائل الخلوية القصيرة الإعلانية الصادرة عن شبكات أخرى كالانترنت (أو ما يطلق عليها رسائل Spam أو Junk) للحد من تداولها، وسعيا إلى راحة المشتركين.

وقال المصري للسجل إن مستخدمي البريد الإلكتروني تصلهم رسائل الكترونية من هذا النوع برغم جهود الشركات القائمة على البريد للحد منها. وأضاف: «في حال صدور رسائل إعلانية تتعلق بـ(زين) أو رسائل إعلانية لشركات متعاقدة مع زين، فنحن نحرص على اختيار مواعيد مناسبة للمشتركين تجنبا لازعاجهم.»

وأكد مسؤولون في شركات الخلوي أن المشتركين يستطيعون حجب خدمة الرسائل الإعلانية القصيرة عن طريق الاتصال بمراكز خدمات المشتركين.

وقال مصدر مسؤول في شركة اتصالات أن الشركة تتعامل بسرية تامة مع بيانات مشتركيها، ولكنه لاحظ أن العديد من المشاركين يعطون أرقامهم للمحال التجارية لإرسال مواعيد العروض أو التنزيلات، وتقوم تلك المحال بتبادل الأرقام فيما بينها. وحث المسؤول المشتركين على عدم التفريط بأرقامهم لأي جهة كانت.

الى ذلك، يشير المصري الى أن الإقبال على هذه الخدمات في تزايد سواء في السوق المحلية أو في العالم ككل، وهو أمر طبيعي مع تطور التكنولوجيا في العصر الحالي، حيث أصبح الهاتف الخلوي من أبرز الأدوات الإعلانية التي تستفيد منها المؤسسات للوصول مباشرة إلى الفئات المستهدفة.

وبحسب دراسة أجرتها شركة الأبحاث التكنولوجية المتخصصة فإن 82٪ من العلامات التجارية بدأت باستخدام الرسائل النصية القصيرة كوسيلة للترويج لمنتجاتها وخدماتها. وأشارت الدراسة التي أجرتها الشركة في تشرين الأول/ اكتوبر الماضي إلى أن العديد من الشركات توقعت أن تزيد إنفاقها على الرسائل الأعلانية النصية بما قد يصل الى 01٪ من موازنتها الاعلانية.

الشركات تستجيب لطلب هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الرسائل النصية الترويجية تنتهك خصوصية المستخدمين – علا الفرواتي
 
22-Nov-2007
 
العدد 3