العدد 20 - دولي
 

بعد إعلان القسم الأكبر من نتائج الانتخابات في زيمبابوي، لم يبد أن أيا من المرشحين الرئيسيين؛ روبرت موغابي مرشح الحزب الحاكم، الاتحاد القومي الأفريقي الزيمبابوي - الجبهة الوطنية (زانو)، أو منافسه الرئيسي مورغان تشانغراي، مرشح الحركة من أجل التغيير، قد حقق فوزا واضحا، فقد أشار آخر فرز للأصوات إلى أن حزب المعارضة الرئيسي حصل على 92 مقعدا متقدما بواقع مقعدين عن حزب موغابي.

وقد تعالت أصوات محلية وأخرى دولية تدعو موغابي (84) عاما، الذي يحكم البلاد منذ 28 عاما، إلى التنحي عن الحكم، فيما قالت المعارضة إنها لم تجر أي اتصالات مع موغابي لأن النتائج الرسمية لم تعلن بعد، لكنها بدأ في إجراء اتصالات مع قادة أجهزة الأمن الذين نشروا أعدادا كبيرة من رجالهم في شوارع العاصمة هراري والمدن الرئيسية الأخرى، وطلبوا من السكان التزام منازلهم، تحسبا من انزلاق الأمور إلى ما انزلقت إليه في كينيا من عنف ودمار.

وقد خاض الانتخابات إلى جانب موغابي وتشفانغراي، سيمبا ماكوني، وزير المالية السابق الذي انشق عن (زانو) في شهر شباط الماضي ليخوض الانتخابات مستقلا. وقد بدأت المعارضة إجراء اتصالات معه لضمان أصوات مؤيديه في انتخابات الإعادة التي يرجح أن تجري بعد الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات النيابية والرئاسية، خاصة وأن الدلائل تشير إلى أن أيا من المرشحين لن يفوز بنسبة 51 في المئة من الأصوات، ما يعني، بحسب قانون الانتخابات في زبمبابوي، إجراء جولة إعادة بين المرشحين اللذين نالا أعلى الأصوات.

وكانت الانتخابات في هذا البلد الإفريقي قد جرت في جو مشحون سببه حالة الاستقطاب التي تعيشها زيمبابوي بين زعيم لم يعرف شعبها حاكما غيره، وبين تشانغراي، النقابي المقرب من موغابي سابقا والمنشق عنه لاحقا، فقد أشارت نتائج استطلاع رأي عديدة أن ماكوني، لن يحصل على أكثر من 9 بالمئة من الأصوات، وهو ما يجعل أصوات مؤيديه حاسمة في جولة الإعادة المتوقعة.

ومن المفارق أن موغابي نفسه كان مساعدا لزعيم حركة استقلال زيمبابوي السابق جوشوا نكومو، لكنه انشق عنه وأسس حركة (زانوا) فيما احتفظ نكوما باسم (زابو) لحركته التي اندثرت بعد رحيل مؤسسها عام 1999.

وتستمد انتخابات زيمبابوي أهميتها من كونها تجري في بلد تعتبر أوروبا تجربته نقيضا لتجربة جنوب إفريقيا التي قامت على التسامح بين البيض والسود، فمنذ مطلع التسعينيات، وموغابي في خلاف مع أقلية بيضاء يملك نحو 4500 منهم مزارع شاسعة كانوا ورثوها عن أجدادهم، غير أن هؤلاء كانوا قد استولوا عليها من السكان الأصليين على مدى عشرات من السنين، بدأت مع احتلال البريطانيين البلاد التي حملت اسم روديسيا، عام 1893، قبل أن تعود إلى اسمها القديم بعد الاستقلال. انطلاقا من هذه الحقيقة بدأ موغابي الاستيلاء على أراضي البيض، وتوزيعها على الفلاحين ليستثمروها، غير أن الفلاحين فشلوا في إدارتها فافتقروا، ما أثر سلبا على اقتصاد البلاد الذي يعتمد أساسا على قطاع الزراعة، ما جعل نسبة التضخم في البلاد هي الأعلى في العالم، إذ تقدر بنحو 100.000 في المئة.

زيمبابوي تنظم انتخابات “معقولة”
 
03-Apr-2008
 
العدد 20