العدد 3 - ثقافي
 

بين عشية وضحاها، أعيد الاعتبار لعادة القراءة واقتناء الكتاب، لنكتشف بالتالي أن الانصراف عن اقتناء الكتاب لم يكن عادة متجذرة في المجتمع الأردني. ففي اليوم الأول لإطلاق مهرجان “القراءة للجميع” ضمن مشروع مكتبة الأسرة أعلنت الناطق الرسمي باسمه الروائية ليلى الأطرش أن نحو 50 ألف كتاب بيعت، إضافة إلى نفاد بعض العناوين، وهو الأمر الذي يشكل سابقة في تاريخ صناعة الكتاب الأردنية، الذي عانى كثيراً من الترويج والتوزيع على مدى تاريخه.

وقد قيل إن هذا المشروع قد يكون الإنجاز الفعلي العياني الوحيد الذي حققته وزارة الثقافة منذ إنشائها.

وإذا كنا نوافق هذا القول، فإننا لا ننسى مشروع التفرغ الإبداعي الذي يعتبر هو الآخر إنجازاً نوعياً، سوى أنه إنجاز نخبوي يفيد منه عدد محدود من الكتّاب، بينما مشروع (القراءة للجميع) استطاعت الوزارة من خلاله الدخول إلى حياة المواطنين العاديين، وهم الذين اصطفوا طوابير طويلة للحصول على نسخهم من تلك المطبوعات.

وقيل أيضاً إن الربع مليون نسخة من الخمسين عنواناً التي أشرفت وزارة الثقافة على طباعتها و”بيعها” بسعر رمزي للمواطنين في سائر المحافظات، قد تبخرت بين أيدي الجمهور المتعطش.

ونقول: ذلك صحيح، ولكنه يعني من جملة ما يعني، أن القائمين على الثقافة في الأردن كانوا جاهلين بتشوق الجمهور الكبير للقراءة والحصول على الكتاب الجيد، خصوصاً إذا جاء بسعر مناسب.

وقيل أيضاً: إن المثقفين والإعلاميين كانوا من جملة الغائبين عن هذا المهرجان، وأنه قلما شوهد أحد من هاتين الفئتين في طوابير المترددين على معارض المهرجان المختلفة.

ونقول إن ذلك قد يكون صحيحاً، وهو إن دلَّ على شيء، فإنما يدل على عزلة مستحكمة تفصل بين هاتين الفئتين عن العامة، وهما الفئتان اللتان يفترض بهما أن تكونا من قادة الرأي في الأردن.

هذه الملاحظات تطرح جملة من التحديات أمام وزارة الثقافة – أطال الله عمرها – من أجل مواصلة هذا المهرجان على مدى السنوات المقبلة، مع انتفاعها بالتأكيد من الدروس المستفادة من هذه التجربة الرائدة.

يحق لوزارة الثقافة أن تفخر بهذا الإنجاز المسجل باسم وزيرها النشيط الدكتور عادل الطويسي، وهو الذي واصل جهوده على جميع الجبهات، من اجل أن يظل متابعاً لمراحل هذا المشروع الكبير، ليضمن نجاحه وخروجه إلى الجمهور بأزهى الحلل. هنيئاً للطويسي مولوده الجديد (مهرجان القراءة للجميع) الذي نأمل له التواصل عاماً بعد عام.

مولود ثقافي جديد – موفق ملكاوي
 
22-Nov-2007
 
العدد 3