العدد 19 - حتى باب الدار
 

كان أحد الباحثين يراقب الأثر الذي يحدثه تزويد إحدى قبائل الهنود الحمر بالفؤوس الفولاذية التي لم تكن متوافرة لديهم، ويستعيضون عنها ببعض الأدوات البسيطة لنكش الأرض واقتلاع البذور والنباتات.

ابتهج الهنود بالفؤوس الجديدة التي مكنتهم من زيادة مساحة الارض التي يستغلونها، ولكن المهم ان الفأس مكنتهم من الحصول على كميات كبيرة من العسل البري الذي يحبونه كثيرا ،لكن ادواتهم السابقة لم تكن تمكنهم من الحصول على كميات وافرة منه لوجوده في أعماق جذوع الأشجار.

الفرحة لم تستمر، فقد اعتاد الهنود على صناعة صنف من النبيذ من هذا العسل البري وعقد جلسات خاصة للشراب، وبعد توافر الكميات الكبيرة منه صارت الجلسات تطول، وبعد أن تلعب الخمرة بالرؤوس، كانوا يطلقون العنان لمشاعر الحسد التي تشكلت بسبب التوزيع غير العادل للفؤوس فيما بينهم، الأمر الذي يمكن ذوي الفؤوس الكثيرة من الحصول على عسل أكثر وبالتالي شراب أكثر، وكانت الخلافات تصل حد القتل وبالنتيجة فسدت العلاقات بين العائلات والأسر وتحطمت وحدة القبيلة.

ما يزال التحديث يلعب هذا الدور ،عندما يقع على بيئة غير مناسبة ولا يكون متطلباً داخلياً.

عن دراسة بعنوان "ثورة الفأس" للأنثروبولوجي الفرد مترو.

منذ “سنسفيل أجدادنا”
 
27-Mar-2008
 
العدد 19