العدد 19 - احتباس حراري
 

وسط التحديات التي يتعرض لها العلماء للبحث عن وقود المستقبل الجديد سطعت في الآفاق مجدداً خلايا الوقود (fuel cell) كبديل شامل وعام بدلاً من الوقود الأحفوري ومع استمرار الأبحاث وتطويرها تظهر النتائج أنه سيصبح وقود المستقبل الجديد.

خلايا الوقود هي صورة من صور تحويل الطاقة الكيميائية المختزنة في المركبات الهيدروكربونية إلى طاقة كهربائية مباشرة. والوقود المستخدم في هذه الخلايا هو إما الهيدروجين أو الغاز الطبيعي أو الميثانول بالاستعانة بالأكسجين أو الهواء الجوي. وفي الحقيقة فإن هذه العملية ماهي إلا عملية حرق بكل معنى الكلمة إلا أنها تعتبر من عمليات الحرق البارد الذي لاينجم عنه حرارة تذكر إلا أنه يولد الطاقة الكهربائية التي يمكن استعمالها للتدفئة أو تسيير محركات السيارات أو تشغيل أجهزة كهربائية مختلفة. لهذة التقنية الحديثة ميزات أخرى عديدة منها أنها غير ناضبة ويمكن أن تعمل باستمرار وإلى مالا نهاية إن صح التعبير كما أن درجة فعاليتها الكبيرة جداً بالمقارنة مع تقنيات الاحتراق العادية التي يستخدم فيها الفحم أو النفط أو الغاز الطبيعي كما يقول الخبير الألماني يمكن أن تصل إلى 65 % أي أن أكثر من ثلثي الوقود الأساسي المستخدم يتحول إلى طاقة أي أكثر من ضعف هذه النسبة لدى احتراق أنواع الوقود الأخرى كما تمتاز أيضاً بسهولة صيانتها وبساطتها ومحدودية مخاطر اندلاع حريق أو حدوث أعطال وغير ذلك من الحوادث الخطرة.

أفضل الإبتكارات في مجال السيارات الخضراء الهجينة قامت بها الشركات اليابانية وبريادة من شركة تويوتا. أول هذه السيارات كانت «بريوس» الجديدة. فسيارة الركاب الهجينة هذه، التي أطلقتها «تويوتا» في أيلول (سبتمبر) 2003، تمثل ما تصفه الشركة بأنه «انصهار البيئة والطاقة». خلال سنة، كانت «بريوس» نجمة السيارات الصديقة للبيئة التي فازت بجوائز تقديرية كثيرة وضرائب تفضيلية في اوروبا والولايات المتحدة، واختيرت أخيراً «السيارة الاوروبية لسنة 2005». وساعدت مبيعاتها السنة الماضية في أن تتفوق تويوتا على «فورد» لتصبح ثاني أكبر صانع سيارات في العالم. هذه السيارة التي يبلغ ثمنها نحو 20000 دولار في اليابان، أثبتت حسن أدائها البيئي نتيجة كفاءتها العالية في استهلاك الوقود التي تبلغ 35،5 كيلومتر بالليتر، وانخفاض انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون والملوثات المكونة للضباب الدخاني مثل أكاسيد النيتروجين والهيدروكربونات، وهي أدنى بما يصل الى 90 في المئة من انبعاثات سيارات البنزين العادية.

ولكن «تويوتا» ليست الصانع الوحيد للسيارات الهجينة. فقد نجحت «هوندا» في ان تفرض على الأسواق اليابانية والأميركية طرازاتها الهجينة الثلاثة: «إنسايت» و«سيفيك» و«أكورد»، وتتوقع بيع 50 ألفاً منها سنة 2005. وكشفت الشركة في الخريف الماضي عن سيارتها «أكورد» الهجينة التي تنطلق من الصفر الى سرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 5,6 ثانية، ومع ذلك تقطع مسافة كبيرة بالغالون على الطريق السريعة.

ولكن شركات صناعة السيارات ما تزال في حيرة من أمرها، كيف تجعل المستهلكين يقبلون على شراء سيارات تسير بوقود الهيدروجين إذا كان السائقون لا يجدون محطات تزودهم بالوقود الهيدروجيني؟ لا بد من توفير تلك المحطات أولا. ولكن لماذا تبني الشركات محطات تزويد الهيدروجين إذا كان عدد السيارات التي تعمل بهذا الوقود قليلة للغاية ولمَّا يتم تسويقها بعد؟ إذن لا بد أولا من وجود عدد كبير من السيارات العاملة بوقود الهيدروجين حتى تقدم لهم تلك الخدمة... إنه السؤال الأزلي القديم؛ أيهما أولا.. البيضة أم الدجاجة؟

السيارات الهجينة ومشكلة البيضة والدجاجة!
 
27-Mar-2008
 
العدد 19