العدد 17 - اعلامي
 

السجل- خاص

تفاوتت ردة فعل صحف يومية على ما جاء في دراسة أعدها برنامج تدعيم وسائل الإعلام في الأردن التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية الذي ورد فيه أن صحف "الرأي" و"الغد" يتصدران الصحف اليومية الأخرى من حيث القراءة.

أفردت صحيفتا "الرأي" و"الغد" مساحات على صفحاتها الأولى للتقرير وعلقت على نتائجه وغطت فعاليات مؤتمره الصحفي، بيد أن صحيفتي "الدستور" و"العرب اليوم" تفادت الحديث عن المؤتمر الصحفي الذي تم فيه إطلاق التقرير والذي عقد الاثنين الماضي في عمان.

الوزير والسفير الأسبق ورئيس تحرير "الدستور" نبيل الشريف خصص مقالته الثلاثاء الماضي لنقد التقرير داعيا دافعي الضرائب الأميركيين أن يسألوا عن مصير خمسة ملايين دولار دفعتها الإدارة لتمويل برنامج تعزيز وسائل الإعلام الأردنية.

أظهرت الدراسة تصدّر "الرأي’’ (تأسست عام 1971) كأكثر الصحف اليومية قراءة بنسبة تصل 10.8 ٪ تلتها ‘’الغد’’ (تأسست عام 2003) بنسبة 6 % ثم "الدستور" (تأسست عام 1967) بنسبة 4.2 % تليها "العرب اليوم" (تأسست عام 1997) بنسبة 1.5 %.

وبينت الدراسة التي أجريت على عينة تمثيلية عشوائية في أنحاء المملكة شملت 2912 مقابلة وجاهية لأشخاص بالغين في سن 15 عاما وما فوق، أن "الغد" جاءت الأولى بين الصحف بقياس عنصر الولاء (الالتزام بقراءة جريدة محددة يوميا) بواقع 39.5 %. تلتها الرأي بواقع 37.4 ٪ فـ"الدستور" 32.6 %، ثم العرب اليوم بواقع 30 % من العينة المختارة.

برنامج تدعيم وسائل الإعلام في الأردن يمول من قبل الوكالة الأميركية بمبلغ 3.56 مليون دينار لثلاث سنوات، فيما بلغت ميزانية الدراسة 27.5 ألف دينار.

الشريف اعتبر أن أهداف الاستطلاع ونتائجه مشبوهة وقال "الإعلاميون الأردنيون لا يحتاجون إلى تمويل يدخل ضمن ما يسمى بـ الدبلوماسية العامة التي أطلقتها الإدارة الأميركية لتحسين صورتها في العالم الإسلامي، بل هم بأمس الحاجة للعمل بعيدا عن التدخلات والاستطلاعات المسيسة المشوهة التي تقلب الحقائق لخدمة أهداف سياسية واضحة ومكشوفة".

الوزير الأسبق استشهد بكشك الثقافة العربية في وسط البلد (أبو علي) لتعريف القائمين على الدراسة بنسب بيع الصحف اليومية ومعرفة أرقام التوزيع.

"الدستور"التي احتلت المرتبة الثانية تاريخيا بين الصحف اليومية الست الصادرة بالعربية، أظهرت الدراسة تراجعها إلى المرتبة الثالثة ما فسر غضبة رئيس تحريرها.

صحيفتا "الرأي" و"الغد" تعاملت مع الدراسة كخبر يومي فأفردت "الغد"تغطية مصورة له وأخذت جزءا منه على الصفحة الأولى وبشكل أوسع عن نظيرتها "الرأي"، أما الأخيرة فأبرزت أن كتابها يحتلون المراتب الثلاث الأولى من حيث القراءة.

الصحيفتان اختارتا ما يحلوا لهما وما يصب في صالحهما، فقالت "الرأي" أنها الأولى بين الصحف، بينما قالت "الغد" أنها تتصدر نسبة الاشتراكات المنزلية.

صحيفة "العرب اليوم" استبقت الإعلان الرسمي عن الدراسة ونقلت على لسان نقيب الصحافيين طارق المومني في تقرير خاص للصحيفة قوله انه "لا يمكن الوقوف على نتائج مثل هذه الدراسات متناسين أن تمويلها من وزارة الخارجية الأميركية"، ملتقيا بذلك مع الشريف.

فسر صحفيون ترحيب صحف وانزعاج أخرى من نتائج الدراسة إلى طبيعة المنافسة بين الصحف اليومية على سوق الإعلان، وتخوف إدارات تلك الصحف من تأثير ما ذهبت إليه على حجم الإعلان لديها.

استطلاع يثير زوبعة بين الصحف اليومية
 
13-Mar-2008
 
العدد 17