العدد 17 - حتى باب الدار
 

في العادة يميل المسؤول الذي يتحدث عن حجم الانتاج في قطاع معين الى المبالغة، وإذا كان لديه رقمان فإنه يستخدم الرقم الأعلى، وهذا سلوك طبيعي باعتبار أن زيادة الانتاج دليل على الانجاز الذي يقود الى السعادة والفرح.

يصح ذلك ما عدا في حالة المواشي إذ تعبر الحكومة عن خيبتها من الرقم الذي توصلت اليه في احصاءاتها، وعندما توفر لديها رقمان أحدهما لدائرة الاحصاءات والثاني لوزارة الزراعة فإنها فضلت الرقم الأقل رغم انها كانت تشكك به هو أيضاً.

الآن هناك حركة بيع كبيرة للمواشي هرباً من سعر الأعلاف، وقد عبر مسؤول في وزارة الزراعة عن ترحيب ضمني بذلك لكنه توصل الى معادلة تنموية خاصة توضح أثر عمليات البيع فقال حرفياً: "لن يكون هناك تراجع في اعداد الماشية بالمعنى الحقيقي وانما سيكون هناك تخفيض في أعداد الماشية لدى مربيها الأمر الذي يجعل تركيزهم على النوع وليس على الكم".

**

سالفة الشَّدد

يقال في حكاية أردنية قديمة ان امرأة مات زوجها وهي "نَصَف" أي بلغت الخامسة والأربعين، فخجلت ان تبدي رغبتها في الزواج، الى ان جاء عاشق قديم وعرض على ابنها أن يشاركه في فلاحة الأرض وهو العمل الذي يسميه الأردنيون "الشَّدد".

لكن الابن أحس بأن هذا الشريك طامع في أمه، فأهمل الموضوع، فصارت امه تسأله كل ليلة: سالفة الشدد شو صار فيها؟.

ملاحظة: الحكاية من "معلمة التراث الأردني" لروكس بن زائد لعزيزي.

شتان بين التخفيض والتراجع
 
13-Mar-2008
 
العدد 17