العدد 16 - اقتصادي
 

السّجل - خاص

«عبث» مجموعة فتيان ببئر نفط مهجورة حفر قبل عشرين عاما قرب منطقة الجفر الصحراوية، حوالي 280 كيلو مترا جنوب عمّان، أعاد إثارة الجدال حول وجود نفط بكميات تجارية في المملكة.

الفتية الذين قاموا بتعبئة كميات من النفط الخام ليستخدموها لأغراض منزلية لم يدر بخلدهم أن مسلكهم سيجدّد الحديث حول مسألة تشغل بال الأردنيين الذين يعانون من ارتفاع أسعار المشتقات النفطية بعد رفع الدعم عنها قبل شهر.

الجدال يأتي وسط مساع حكومية ترويجية تكثّفت منذ عام 1996 لاستكشاف النفط والغاز في المملكة من قبل شركات خاصة بعد توقيع اتفاقيات مشاركة في الإنتاج معها، لتخفيف تكلفة الاستكشاف والإنتاج العالية على الخزينة.

دراسات وزارة الطاقة والثروة المعدنية وسلطة المصادر الطبيعية لا تنفي ولا تؤكد وجود النفط في المملكة، وتبقي المجال مفتوحا للدراسات بالقول ان أراضي المملكة غير مستكشفة بالكامل not existing، أما الغاز الطبيعي فموجود باحتياطات محدودة نسبيا Small local gas reservoir .

آخر البيانات الصادرة عن وزارة الطاقة تقول إن 113 بئراً حفرت في مختلف مناطق المملكة على مساحة 98 ألف كيلو مترا مربعا، منها 87 بئرا حفرتها سلطة المصادر الطبيعية بين عامي 1980 و 1996 بتكلفة 110 ملايين دينار. إلا أن تلك الآبار لم تكن كافية، لرصد النفط تحت طبقات الأرض كما أثبتت المسوحات الزلزالية فنيا.

يقول مختصون في سلطة المصادر الطبيعية إن بئر السرحان 4 - حفر من قبل كوادر السلطة عام 1988- وهو ينتج حوالي 20 برميل نفط خام يوميا فقط.

دراسات السلطة والشركات التي استقدمتها لمنطقة السرحان تؤكد عدم جدوى الاستغلال دون دراسات معمقة، لكن مع إبقاء الباب مفتوحا لشركة يونيفيرسال الهندية.

«النفط الذي يخرج من البئر بشكل تلقائي وذاتي غير مجدي اقتصاديا للاستثمار في منطقة صحراوية تخلو من الطرق المعبدة»، حسبما تؤكد شركة ستات أويلالتي التي تشير إلى» احتمال وجود 2 مليون برميل نفط في منطقة السرحان البالغة مساحتها 11.6 ألف كم2. ثمن هذه الكمية في السوق العالمية 200 مليون دينار فيما تقدر تكلفة الاستثمار لاستخراجه 500 مليون دولار».

سلطة المصادر الطبيعية، التي حفرت ست آبار حول بئر السرحان-4، لم تحصل على أي دلالات نفطية في الآبار الستة.

شح الكميات لم يمنع المصادر الحكومية من وصف نوعية النفط التي تخرج «بالأفضل» بين النفوط العالمية وفقا لقياسات معهد البترول الأمريكي ABI .

الجيولوجي بهجت العدوان من سلطة المصادر الطبيعية يقول إن السلطة استبقت حفر هذه الآبار بدراسات فنية ومسوحات زلزالية، وبدأ الإنتاج من البئر-4 عند عمق 1390 مترا.

إنتاج بئر السرحان يبين أن نوع النفط خفيف وإنتاجه ضعيف وغير تجاري، بحسب المقاييس العالمية. ويعود ضعف الإنتاج لضعف المسامية والنفاذيه في الخزّان النفطي.

بحسب العدوان ستقوم شركة يونيفيرسال الهندية الموقعة على اتفاقية مشاركة في الإنتاج مع سلطة المصادر الطبيعية بإجراء دراسات حول منطقة السرحان ومن بينها بئر السرحان-4. بموجب الاتفاقية، ستدفع الشركة جميع تكاليف الاستكشاف والتنقيب والحفر والإنتاج المطلوبة للمشروع.

شركة يونيفيرسال الهندية بدأت بإجراء الدراسات الجيوفيزيائية للمنطقة واعادة تقييم الخطوط الزلزالية فيما يتوقع ان تبدأ بإجراء الدراسات الجيو-كيميائية للمنطقة خلال شهر ايلول/سبتمبر المقبل إضافة إلى مسح زلزالي ثنائي وثلاثي الأبعاد. بعد ذلك تحدد مواقع تجريبية لحفر آبار استكشافية جديدة وتحدد جدواها الاقتصادية.

العام الماضي سوقت وزارة الطاقة مناطق الامتياز «بلوكات» لمجموعة من الشركات لتبدأ بإستكشاف النفط والغاز كل في منطقته. تقع منطقة البحر الميت ووادي عربة ضمن امتياز شركة بروسيتي الأمريكية، وفي الأزرق شركة سنوران الأمريكية، وبيترل الايرلندية شرق الصفاوي وفي غرب الصفاوي شركة جلوبال بتروليوم الهندية وشركة يونيفيرسال الهندية في منطقة السرحان.

أما «بلوك» المرتفعات الشمالية، فمن المتوقع أن يجرى الاتفاق عليه مع شركة اينا الكرواتية الشهر القبل.

كما يتوقع أن يجري تسويق منطقة الجفر خلال الأشهر القليلة المقبلة بعد طرح العطاء الفني للمرة الثانية وتقدم شركتين لهذا العطاء.

يقدر إنتاج الاردن من الغاز الطبيعي ب 8.9 مليار قدم مكعب فيما يبلغ الإنتاج اليومي حوالي 23 مليون قدم مكعب يستخدم بالكامل لتوليد الكهرباء في منطقة الريشة.

كما ينتج الاردن عبر حقل حمزة 33 برميل نفط يوميا أي حوالي 12 الف برميل في السنة وحتى نهاية العام 2006 أنتج من الحقل 866 الف برميل نفط خام.

بالرغم من هذه الشواهد والتقديرات فان الحكومة تبقي الباب مشرعا للاستثمار في مجال استكشاف النفط وتبقي الاجابة حول اذا ما كان النفط موجودا في أراضي الاردن ام لا.. مفتوحة.

وسط شكاوى من ارتفاع أسعار المشتقات النفطية : بئر السرحان 4 يجدد الجدال حول وجود نفط في الأردن
 
06-Mar-2008
 
العدد 16