العدد 16 - أردني
 

تعاني غالبية الأحزاب، باستثناء حزب جبهة العمل الإسلامي، من شبه إفلاس مالي بعد عقود من التخبط والمواجهات مع الحكومات. في المقابل، صاغ عشرات الحزبيين السابقين قصص نجاح فردية فتحولوا إلى مستثمرين بالملايين و/أو ولجوا عالم السياسية وصولا إلى رئاسة الحكومة- ثاني أرفع منصب سياسي في المملكة.

رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة بدأ إسلاميا أثناء دراسته الثانوية و الجامعية ببيروت، ثم اتجه للعمل العام و قطع علاقته نهائيا بالحركة الإسلامية قبيل مشاركته في الحكومة لأول مرة عام 1976. في عام 1993 شكل الروابدة حزب اليقظة الوسطي. الروابدة، الذي ينحدر من عائلة بسيطة، شكّل عام 1999 أول حكومة في عهد الملك عبدالله الثاني.

علي أبو الراغب ثاني رئيس وزراء في عهد الملك (2000-2003) كان من مؤسسي «التجمع العربي القومي الديمقراطي الأردني» عام 1990. أبو الراغب تصدر وفدا من ذلك التجمع زار بغداد في نفس العام للتضامن مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين. الوفد ضم أيضا ممدوح العبادي الناطق باسم التجمع و الوزيرين السابقين صالح إرشيدات ومحمد الطراونة. في عام 2004، نشرت الصحف المحلية أن أبو الراغب يحاول مع آخرين تشكيل حزب سياسي ليبرالي يمثل مصالح الطبقة الوسطى و النخب السياسية و الاقتصادية الجديدة في المجتمع الأردني.

رئيس الوزراء الأسبق عبد السلام المجالي بدأ بعثيا أثناء دراسته الجامعية في دمشق. لكنّه جمد علاقته التنظيمية بحزب البعث العربي في عام 1946. وفي عام 1992، حاول المجالي تشكيل تجمع سياسي وسطي يضم 13 حزبا وسطيا لكنه لم ير النور. المجالي رئس مجلس الوزراء مرتين الأولى من 1993إلى 1995 والثانية من1997 إلى 1998.

العين السابق والاقتصادي كمال الشاعر مؤسـس ورئيس دار الهندسة، إحدى أكبر 20 شركة هندسية استشارية في العالم بإيرادات سنوية تبلغ نصف مليار دولار، كان يحمل فكرا قوميا حسبما ذكر في كتابه "سيرتي والمهنة: من الدار إلى العالم". الشاعر، ابن السلط، بدأ بتبني هذا الفكر القومي أثناء دراسته في الجامعة الأمريكية ببيروت في الأربعينيات وكان مقربا من ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث العربي الإشتراكي. الشاعر آوى عفلق في منزله ببيروت فارا من الرئيس السوري آنذاك أديب الشيشكلي (1949-1954). الشاعر كان عضوا في مجلس الأعيان لمدة 12 عاما متواصلا (1989-2001) و رئيسا للجنة الشؤون الاقتصادية والمالية في المجلس.

الملفت للنظر أن هذه الشخصيات كانت تنتمي إلى تيارات إسلامية و قومية نجحت في الجمع بين المال و السلطة. هذا الأمر لم يتوفر لأي من الأحزاب اليسارية.

أمين عام حزب يساري معروف يرد: «حتى تشارك شخصية حزبية في الحكومة يجب أن تكون منسجمة معها سياسيا و اقتصاديا و هذا الانسجام لم يتوافر بعد للماركسيين.»

الثروة أولا، السلطة أم الحزب؟
 
06-Mar-2008
 
العدد 16