العدد 15 - استهلاكي
 

لبنى خلف

لم يمنع اقتناع آمال درويش بأن "أحزمة التنحيف" - وهو اسمها الإعلامي - لا تؤدي إلى تخفيف الوزن جراء الاستمرار في استخدامها، رغم أنها توفر لها فقداناً وقتياً للوزن.

درويش، التي تعمل موظفة في القطاع العام، تقول إن "الأمل لم يفارقها يوماً بأن تكتسب جسداً رشيقاً مثالياً بخاصة في منطقة البطن" لذا فإنها لم تتوان عن تجربة أي دواء أو حزام تنحيف مهما كانت كلفته المادية".

وتشرح أنها كانت من أوائل الأشخاص الذين قاموا بتجربة حزام التنحيف الذي تملأ إعلاناته الصحف لتكتشف بعد مدة بسيطة من استعماله "أنه غير فعال، وأنه يقوم على مبدأ تبخير السوائل الناتجة عن عملية التعرق وليس إذابة الدهون".

"مع ذلك بقيت استعمله بدافع نفسي ليس أكثر"، كونها لا تمتلك المثابرة لإكمال أي برنامج رجيم تبدأ به إلى جانب أن عملها الطويل لا يمنحها فرصة لممارسة الرياضة.

تتشابه قصة آمال مع قصص كثير من الفتيات والسيدات اللواتي يعشن مع هاجس إنقاص الوزن دون بذل مجهود كاف في برامج الحمية أو ممارسة الرياضة، وهن في النهاية "طرائد" الشركات المصنعة للأحزمة الحرارية و"الشورتات"، التي يؤكد صانعوها نفسهم أنها لا تذيب الدهون وإنما تنقص القليل من السوائل نتيجة عملية التعرق.

وتسعى بعض الشركات والمتاجر، بحسب متخصصين لـ "بيع الأوهام" من خلال الترويج لأحزمة تدعى أحزمة التنحيف، موزعة على الصدر والبطن والأرداف والأفخاذ، ويقوم مبدؤها على إحداث عملية تعرق، وإنقاص مؤقت لنسبة السوائل في المنطقة التي يلفها الحزام دون أن يكون لها أي تأثير على تذويب الدهون. يجادل المهندس عمار بلعاوي من مركز ابن سينا للأجهزة والخدمات الطبية، بأن "الزبائن الذين يأتون لشراء هذه الأحزمة، التي تصنع في بلاد مختلفة، على دراية بأنها لا تذيب الدهون، لكنهم يبتاعونها سعياً إلى تحقيق الرشاقة بأي ثمن "حتى وإن كان مجرد وهم". ويلحظ بلعاوي، أن هذه الأحزمة دخلت ف الأسواق الأردنية، قبل عدة سنوات، وكان الإقبال عليها، في البداية كبيراً جداً، وبعد فترة من الوقت بدأ الإقبال يضعف نتيجة تجربتها ومعرفة آثارها الإيجابية المحدودة في عملية إنقاص الوزن.

ويفرق بلعاوي بين الحزام الحراري الذي يقوم على مبدأ التعريق وإنقاص كمية السوائل في الجسم، وبين الشورت الحراري الذي يحتوي على مادة النيوبرون الذي يقوم على شد المنطقة والتخفيف من تعرجات السليوليت " الشورت الحراري ما يزال الطلب عليه جيداً مقارنة بالحزام ".

وتعكس اختصاصية التغذية في مستشفى الأردن، ربى عباسي، رأي العلم في موضوع الأحزمة، وتشير إلى "أن هناك الكثير من الأخطاء الشائعة التي يقع بها كثير من الأشخاص وبخاصة النساء نظراً لحساسيتهن تجاه الجمال والرشاقة".

"شراء الأحزمة، بحسب عباسي، من هذه الأخطاء، ومبدأ عملها يقوم على رفع حرارة المنطقة وإحداث تعرق، ويكون الحزام مصنوعاً من النايلون أو الجلد".

وتؤكد أن هذه الأحزمة تقوم على مبدأ تبخير السوائل من الجسم دون إذابة الدهون "عملية حرق الدهون تحتاج لحمية ورياضة إلى جانب معرفة الأسباب المرضية كاضطراب الهرمونات التي قد تكون أدت إلى السمنة".

"الأخطاء الشائعة لا تقتصر على شراء الأحزمة إنما تتعداها لقناعات تصفها بالغريبة أحياناً التي تسمعها من السيدات اللاتي تعاينهن، مثل استعمال أكياس القمامة تحت البنطلون في وقت ممارسة الرياضة ظناً منهن أن هذا يساعد في تذويب الدهون" . وتعقب عباسي قائلة "كلها أوهام ليس لها أي أساس علمي، والسعي وراءها يكون بدافع نفسي ليس أكثر".

وتصف الأحزمة التي يتم إذاعة إعلاناتها على المحطات الفضائية الخاصة بالإعلان، التي يقوم مبدأ عملها على إحداث ارتجاج عبر الذبذبات في بعض المناطق، تقول إنها "مفيدة نسبيا مقارنة بالأحزمة الحرارية، لأنها تقوم على مبدأ شد المنطقة، مع التأكيد أنها لا تقوم بالتنحيف أو تذويب الدهون، وإنما " هي مجرد عملية تدليك ناتجة عن الارتجاج ".

وفيما يخص الحالة النفسية التي تدفع بالسيدات والفتيات، على وجه الخصوص لشراء أحزمة التنحيف، يعلق أحد أصحاب المحلات التي تستورد هذه الأحزمة وتبيعها، رفض ذكر اسمه "أن الدافع النفسي هو الأساس في عملية الإقبال على شراء هذه الأحزمة". ويشرح أن "كثيراً من السيدات والفتيات يتسمون باستعجال النتائج مع عدم التركيز على التمارين الرياضية وبرامج الحمية ظناً منهم أن استعمال الحزام هو العصا السحرية التي ستخلصهم من عدد كبير من الكيلوات"، لكنه يقر بأن "الإقبال على هذه الأحزمة لم يعد كالسابق".

كما يؤكد قناعته بأن أي محل يقوم ببيع هذه الأحزمة "يشرح للزبائن آلية عمله، القائمة على تبخير السوائل وليس إذابة الدهون، ومع ذلك فإن الإقبال عليها ما زال مرضياً".

أحزمة التنحيف: السمين يتعلق بقشة
 
28-Feb-2008
 
العدد 15