العدد 3 - أردني
 

«الإخوان والجبهة هم السبب في هزيمة أنفسهم».. بهذه العبارة يمكن توصيف الهزيمة التي مني بها الإسلاميون في الانتخابات النيابية، وفق مصادر سياسية، في حين يرى الإسلاميون أن الحكومة عملت على اقصائهم..

لم ينجح من 22 مرشحاً ينتمون الى جبهة العمل الإسلامي سوى ستة نواب، بعضهم نجح بشق الانفس، مقابل 15 نائباً في المجلس السابق.

وتتعدد الأسباب التي أدت الى هذه الهزيمة الكبيرة، بحسب المصادر ذاتها، منها: الممارسات التي اقدمت عليها حركة حماس في غزة، ما اجفل الناس ودفعهم عن الاحجام عن التصويت لمرشحين إسلاميين، الشعارات المكررة التي لا تدعمها برامج قابلة للتطبيق. ضغط الصقور تجاه عدم التصويت لتصفية خلافات داخلية «الاعتقاد الذي ساد لديهم أن الحمائم توصلوا إلى صفقة أثناء لقائهم مع رئيس الوزراء معروف البخيت مطلع أيلول/ سبتمبر. وعليه قرروا المشاركة في الانتخابات. وأراد الصقور ضربهم واسقاطها». ولهذا السبب كان تصويت الإسلاميين في الزرقاء ضعيفاً».

ويرفض سالم الفلاحات، مراقب عام الإخوان المسلمين، هذا التصور، مشيراً الى أن الحركة الإسلامية ليست مجتمع ملائكة، بل مؤسسة تتخذ قراراتها بالأغلبية وليس بالاجماع، مثلها مثل أي حزب سياسي، وبعد انتهاء اتخاذ القرار ينتهي الموضوع ويلتزم الجميع به. لكنه يقر بنيتهم اجراء مراجعة شاملة.

وتطول قائمة الأسباب التي أدت الى الهزيمة بكل المقاييس، بدءا من اختيارهم لشخصيات معينة على نحو غير موفق.

وهناك رأي يقول إن الصقور ضمنّوا عربيات ورحيّل في قوائم المرشحين لكي «يحرقوهم»!.

لكن الفلاحات ألمح الى دور جهات في الحكومة عملت على خروج الإسلاميين بهذه النتيجة. وقال: من الظلم أن أسمي ما جرى انتخابات، ما جرى تجار مال اساؤوا الى مجتمعهم، تحت سمع وبصر الحكومة.

وترجع المصادر السياسية هزيمة الإخوان إلى «عدم رضا القوائم عن ترتيبات الانتخابات ما أدى إلى عزوف عن المشاركة من قبل الصقور الذين لهم اليد العليا في الاخوان . فضلاً عن أن الخلافات بين الصقور والجبهة كانت في أوجها».

إلى ذلك، ساهمت تصريحات بعض قياداتهم بعد استيلاء حماس على غزة، من مثل «الحركة الإسلامية جاهزة لتشكيل الحكومة»، في تعزيز المخاوف التي انتابت المواطنين عموماً من وصولهم السلطة.. ما أدى الى تواضع حتى عدد أصوات المقترعين للذين نجحوا منهم، فمثلاً حاز عزام الهنيدي في الدائرة الأولى بعمان على المركز الرابع وبأربعة آلاف صوت ونيف، وهو رقم متواضع مقارنة مع أرقام سابقة.. وكان عرضة لمنافسة شديدة من قبل مرشحين آخرين.

من السهل قراءة ما جرى، يتابع الفلاحات حديثه الذي لم يخل من مرارة: أمعقول أننا لم نستطع الحصول في دائرة كبيرة كالدائرة الأولى بعمان إلاّ على 4 آلاف صوت!!. وإذا كانت الخلافات والأسباب الأخرى هي السبب، فماذا عن الدائرة الرابعة بعمان التي أنزلنا فيها مرشحاً واحداً ويوجد بها كم هائل من الأصوات، وليس بها أي خلاف داخل فرع من الفروع، وأصلاً لا يوجد داخل أي حزب خلاف على القضايا الكبيرة.

على الحركة الإسلامية أن تتعلم عدة دروس من نتائج الانتخابات، تخلص المصادر السياسية للقول، أبرزها: أن يعرفوا حجمهم الحقيقي في الشارع، لأنه أقل بكثير من التضخيم الذي يتحدثون عنه. خسارتهم لمعاقلهم التقليدية في الزرقاء واربد والسلط ، تستدعي اعادة حساباتهم، والعمل بموجب حجمهم، لا أكثر ولا أقل.

وينكر الفلاحات ان تصويت الإسلاميين في الزرقاء كان ضعيفاً، مشيراً الى أن مرشحة الجبهة حياة المسيمي لا يختلف عليه اثنان، وحظيت بثقة نساء هذه المحافظة اللواتي صوتن لها بغالبيتهن، وليس فقط ناخبي الاخوان. ومع ذلك رسبت. وكذلك الحال بالنسبة للمرشح إبراهيم المشوخي.

وبحسب مسؤول رفيع، فإن الهزيمة التي منيوا بها تعكس حجم الخلافات والانقسامات التي تعصف داخل الحركة الإسلامية، ونتيجة لعملية تصفية الحسابات التي وقعت داخل الحركة لأن الصقور ارادوا ان يلقنوا الحمائم درسا على خلفية اللقاء مع البخيت.

الفلاحات أكد انعدام تأثير الخلافات بين الصقور والحمائم وتوحدهم على هدف تحقيق الفوز في الانتخابات، ضارباً المثل بهمام سعيد، الذي قام بحملة نمر العساف في الدائرة الخامسة بعمان.

المسؤول عبر عن ثقته بعدم حدوث انقسامات دراماتيكية داخل الإخوان، رافضاً فكرة خروج تيارات متطرفة من رحم الحركة الاسلامية تعمل من تحت الأرض على غرار ما حدث في مصر. غير أنه أفاد أن القلق كان منصباً على إمكانية حدوث اختراق لحركة حماس لاخوان الأردن، بشكل سري. ويفصح قائلاً: الإخوان عارفون ان قواعدهم ليست متطرفة.

«ما جرى استمرار لما حدث في الانتخابات البلدية، وواضح أن هناك توجهاً لجهات في الحكومة، لاقصاء الحركة الإسلامية. على اعتبار أن اقصاءنا سيحل مشاكل الأردن الاقتصادية والسياسية والاجتماعية». على حد تعبير الفلاحات.

وبرأي المسؤول اياه أن أكبر المنتصرين مما حدث هو أمين عام جبهة العمل الإسلامي زكي بني ارشيد الذي باستطاعته الآن أن يقول للقيادات التقليدية المركزية الحمائمية: تفضلوا شوفوا.. أنتم حفرتم قبركم بأيديكم!!.

الإسلاميون أمام استحقاق الهزيمة – السجل خاص
 
22-Nov-2007
 
العدد 3