العدد 15 - حتى باب الدار
 

يشد الناس أحزمتهم على بطونهم منذ حوالي عشرين عاماً بناء على دعوات ومطالب متواصلة من الحكومات.

بالطبع فإن الدعوات لم تكن موجهة لجميع مالكي الأحزمة، بل هي اقتصرت على أولئك الذين كادت بناطيلهم أو سراويلهم تسحل عن خصورهم، ليس بسبب «ريجيم» غذائي فردي يتم اتباعه طوعاً بل طريق «ريجيم» معد مركزياً ،بالاشتراك مع خبرات دولية متخصصة في برامج شد الأحزمة على البطون.

هناك عدة أشكال وأوضاع واجه الناس بها مطلب شد الحزام، لكن بعض الناس لم يكن لديهم حزام أصلاً، والمعروف أن توزيع الأحزمة لم يكن وارداً على أجندة الحكومات التي طبقت برامج التصحيح، فقد كان يتعين على المواطن ان يحضر حزامه معه ،وذلك على سبيل الاسهام من قبل الجميع في التصحيح.

الحكومة الحالية تطالب الناس بفترة جديدة من شد الأحزمة ،وتعدهم أنه بعد ذلك سيشعر المواطن بأثر النمو الاقتصادي. وهذا يعني أنه سيكون لدينا في المستقبل القريب جيل كامل من شادي الأحزمة حول البطون (حيث ان عمر الجيل يقدر علمياً بحوالي 27 سنة).

هذا بدوره يعني أن أبناء «شادّي الأحزمة» سينشأون وهم يرون آباءهم ،وقد عصر كل منهم نفسه من منطقة الوسط بحزام مشدود.

هناك بالطبع احتمالات متنوعة لكيفية التعاطي مع تلك الظاهرة مستقبلاً، فقد نكون من أوائل الشعوب «شادّة الأحزمة» في الشرق الأوسط، وقد يعرف المواطن الأردني بأنه من «ذوي الأحزمة المشدودة»، او على الأقل فقد يتحول شد الحزام بهذه الطريقة الى فلكلور أو زي شعبي.

بالطبع يختلف الحزام المقصود هنا عن ذلك الصنف من الأحزمة التي تلف على الكروش المنتفخة لتزيد بروزها للأمام والمعروفة باسم «الكَمُر» وهي التي تعد واحداً من مقومات الوجاهة الى جانب «رمانة الكتف واللغلوغ والعُنْتَرة والصُرّة»، وذلك حسب تصنيفات الخبراء في هذا المجال. مع ملاحظة أن جميع هذه المؤشرات هي اجزاء من الجسم باستثناء «الكَمُر».

كما ترون، من الواضح أن الاقتصاد يسير بخطى ثابتة، لكن السير بخطى ثابتة لا يعني انتفاء امكانية العرقلة، وهو أمر ينسجم مع حديث متوقع في المستقبل عن «عراقيل»، لكن بكل الأحوال فإن السير بخطى ثابتة يفترض انعدام امكانية «الشركلة» ،باعتبار أن العرقلة تكون بفعل فاعل أما الشركلة في ذاتية متأصلة.

الأردنيون من الشعوب “مشدودة الأحزمة”
 
28-Feb-2008
 
العدد 15