العدد 15 - حتى باب الدار
 

لم يفصح وزير الداخلية الذي أبدع صيغة «حمولة باص» كوحدة قياس حجم الحزب السياسي الأردني ،عما إذا كان يقصد الباص المتوسط الحجم او ما يعرف بـ«الكوستر» أو حافلة النقل الكبيرة مثل تلك التي تدهورت على طريق جرش قبل أسابيع، كما أنه لم يوضح مراميه عندما قال إن مالية بعض الأحزاب لا «تُكلّف منسفاً» أي لا تكفي لتجهيز منسف باللحم دون اشتراط الصنوبر أو اللوز.

على ذلك فإن القضية ستطرح للنقاش مجددا بعد نفاذ القانون الجديد ،الذي يشترط عضوية بمقدار 500 عضو على الأقل في الحزب الواحد، وهو ما يعني أن عضوية أصغر حزب تحتاج لعشرة باصات كبيرة على أن يكون السائق والكونترول والراكب فوق موتور الباص الى جانب السائق حزبيين أيضاً.

أما في الموضوع المالي فمن المقرر أن يكون هناك تمويل للأحزاب الجديدة (حمولة عشرة باصات فأكثر) ولكن للآن لم يحدد كم منسفاً ستكلف تلك المالية.

بدون كثير من المجازفة الفكرية، يمكن الاستنتاج أن الباص والمنسف لن يستمرا كوحدات قياس التنمية السياسية في المرحلة المقبلة.

**

نمو من غير ازدهارنمو من غير ازدهار

«عيش يا كديش حتى يطلع الحشيش».. تقال هذه العبارة عادة على سبيل الايحاء بأن الوقت المطلوب انتظاره سيكون طويلاً، ولكن من الصعب أن يعيش الكديش حتى يطلع الحشيش ،إلا في حالة وجود احتياطي من منتوج الموسم الماضي.

مع ذلك دعونا ننظر الى الجانب الآخر من المعادلة. فإذا كان من الصعوبة بمكان ان نجبر الكديش على العيش بانتظار طلوع الحشيش، فلماذا لا نعمل على تسريع نمو الحشيش؟ إذ من المرجح لو قمنا بذلك أن يقل زمن الانتظار المطلوب من الكديش.

إن سياسة تتبع مبدأ الاسراع في استنبات الحشيش ،ستسهم في سحب البساط من تحت أقدام الكديش!.!.

باصات التنمية السياسية
 
28-Feb-2008
 
العدد 15