العدد 1 - نبض البلد
 

منذ انطلاقتها في تشرين الأول/أكتوبر 2006، ثابرت فرقة «شو هالإيام» على إثبات حضورها، وتأكيد طابعها الخاص، بوصفها تقدم موسيقى بديلة ذات دلالات اجتماعية راقية، ورؤية فكرية واضحة، تتجسد عبر موسيقى حديثة تتجاور فيها الآلات، وتتزاوج الألحان مشكّلةً خلفيات موسيقية ثرية ومتنوعة.

ولأنها تغنّي للناس، وللمسحوقين منهم على وجه التحديد، بحسب مديرها إيهاب أبو حماد في تصريح لـ«السّجل»، أهدت فرقة «شو هالإيام» محبّيها الذين تجمهروا في الساحة المقابلة للمدرج الروماني في وسط البلد، الخميس، 18 حزيران/يونيو، موسيقاها ذات التوزيع الجديد لأغانٍ عالقة في الذاكرة والوجدان، مستثمرةً اختلاف مرجعيات أعضائها الموسيقية، التي تنوعت بين: العربي الكلاسيكي، الروك، الجاز والبلوز، مع غنى في الإيقاعات حققها تنوع الآلات بين: عود، بزق، غيتار كلاسيكي، إليكتريك، والباص غيتار.

عزفت الفرقة موسيقى «أبو علي» التي أبدعها زياد الرحباني معتمداً على آلات شرقية وغربية. بدأ الإيقاع متسارعاً ومعتمداً على البيانو، ثم تدرّج خفوتاً، لتستأنف الموسيقى تصاعدها قبيل الختام، حيث كان التركيز على أصوات الآلات الوترية وآلات النفح التي عمّقت الإحساس بحالة بحث وجودية إنسانية، تجتاز طرقات مليئة بما يدفع للترقب.

كذلك، عزفت الفرقة موسيقى «أوراق الخريف» وأغنية «ولا كيف» لفيروز، التي أدتها إيناس محمد بصوتها ذي الطبقات المنخفضة والمنسجمة مع رتم الأغنية. إيناس غنّت أيضاً «بلا منسميه» لتانيا صالح، التي تقترب من إيقاع الروك، ما دفع الجمهور للتفاعل معها بقوة.

بإيقاع الروك نفسه، قدمت «شو هالإيام» أغنية «عيش يا كديش» لكاميليا جبران، من كلمات حسين برغوثي وألحان سعيد مراد، وقد انطوت على سخرية من الواقع الطبقي في المجتمع، ولامست هموم الفقراء، وهي الأغنية التي تسجِّل، مثل سواها مما قدمته الفرقة، موقفاً ساخراً، يضيء على هموم الناس، ويعيد التذكير بمفاهيم الحرية والحب والوطن والإنسان، بحسب أبو حماد.

مما قدمته الفرقة أيضاً، أغنية «شد الحزام» لسيد درويش، وهي تعتمد على الموسيقى الوترية والإيقاعية سريعة الرتم، عميقة المعاني والدلالات، ومن كلماتها: «شد الحزام على وسطك غيره ما يفيدك، لا بد برضه عن يوم ويعدلها سيدك، إن كان شيل الحمول على ظهرك يكيدك، أهون عليك يا حر من مَدِّة إيدك».

استخدمت الفرقة تكنيك عرض الفيديو على خلفيات عدد من الأغنيات المقدمة، وكان العرض متوائماً سرعةً وإبطاءً مع إيقاع الموسيقى، بما شكّل تحاوراً سمعياً بصرياً عميق الدلالة.

ومن الغناء الأردني، قدمت الفرقة «ناداني وناديته» لتوفيق النمري، وسط تصفيق حارّ. ثم حيّا الجمهور أعضاء الفرقة: إيناس محمد، دانيا أسعد ومروة السيد (غناء)، بهاء عثمان (إلكتريك غيتار)، إيهاب أبو حماد (غيتار وعود)، علاء إبراهيم (بيس غيتار)، معن السيد (طار ورقّ).

بذلك، تواصل الفرقة رسالتها التي تمثل امتداداً عصرياً لتجربة سيد درويش فنان الشعب، والشيخ إمام نصير الغلابى، ومارسيل خليفة الفنان الملتزم، وزياد الرحباني المناضل بإبداعه من أجل المسحوقين والمعذبين على الأرض، والذي تحمل الفرقة اسم أغنيته الشهيرة «شو هالإيام».

«شو هالإيام» تضيء على هموم المسحوقين
 
01-Jul-2009
 
العدد 1