العدد 1 - نبض البلد
 

جريمة باسم الشرف، كتاب رصدت فيه الباحثة والصحفية رنا الحسيني، موضوعاً كثيراً ما شُغل به قلمها، وحضرَ في كتاباتها الصحفية أو محاضراتها، منذ ما يزيد على عقد ونصف العقد.

في الكتاب، الذي احتُفل بتوقيعه في مكتبة ريدرز، الجهة الناشرة، في كوزمو بعمّان، تتناول الحسيني الهالة الإعلامية التي تُضخم قضايا جرائم الشرف في الأردن، مؤكدة بالبحث الموثق، أن جرائم الشرف التي حدثت في العام 2004 على سبيل المثال، كانت أقل من تلك التي شهدها الأردن في أعوام سابقة.

تردّ المؤلفة ذلك إلى ارتفاع نسبة الوعي عند المواطن، والتغطيات الإعلامية الحثيثة، ومناقشة الحكومة لقضايا الشرف بـ«جدية وشفافية».

تتناول الحسيني بداية جذور هذه المشكلة المرتبطة بالعنف ضد المرأة، وتسلّط الضوء على أبعادها التاريخية والسيسولوجية والدينية، موثّقةً معلومات حول جرائم الشرف في دول مختلفة حول العالم، للردّ على الذين استثمروا موضوع جرائم الشرف في الأردن، وضخّموه بهدف تحقيق مكاسب شخصية أو شهرة آنية، رغم الإقرار أن هناك حالات تندرج في سياق جرائم الشرف، لكنها لا تشكل ظاهرة.

تحضر هنا، مثلاً، رواية نورما خوري الحب المحرم التي زوّرت فيها كاتبتها حقائقَ تتعلق بجرائم الشرف في الأردن، من خلال حادثة قتل راحت ضحيتها صديقتها داليا المسلمة التي أقامت علاقة مع شاب مسيحي، وفقاً للرواية.

بجهدٍ مشترك للحسيني والناشطة في مجال حقوق الإنسان أمل صباغ، تم كشف «الكذبة الكبرى» التي حاكت نورما روايتها حولها حيث قامت الاثنتان بتعرية الأخطاء والمغالطات التي روتها نورما، وأكدتا أنها عاشت معظم سني حياتها في أميركا وليس في الأردن التي هاجرت منه مع عائلتها ولم تكن تبلغ الثالثة من عمرها، ما دفع دار راندوم الأسترالية التي نشرت الرواية العام 2002 إلى سحبها من الأسواق بعد أن تكشفت الحقيقة، ودفْع ثمن الكتاب للقراء، وعلاوة على ذلك قرر الناشر إلغاء نشر الجزء الثاني من الرواية المعنون: مسألة شرف.

الحسيني أكدت لـ«السّجل» أن تزوير خوري للحقيقة لم يقتصر على وقائع روايتها، فقد حاولت أيضاً أن تُظهر للعالم أن موضوع جرائم الشرف مسكوت عنه، بخاصة في الأردن، منكرةً جهود منظمات إنسانية وحكومية أو أفراد وناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، لتظهر «كأنها هي صاحبة المبادرة في الكتابة عن هذه الظاهرة والتصدّي لها».

مغالطات خوري لم تطل أحداث الرواية حسْب، وفقاً لتقرير أعدّته فضائية العربية في 29 كانون الثاني/يناير 2005 عقب صدور طبعة مترجمة من الرواية عن دار قدمس للنشر والتوزيع في سورية، بل تعدّت ذلك إلى «تلفيق» أوردته في ختام الرواية، يفيد أن أكثر من 5000 امرأة يُقتلن كلّ سنة لأسباب تتعلق بـ«الشرف»، 1000 منهن في باكستان وأفغانستان، ونحو 400 في اليمن، و50 في لبنان، و1000 في مصر، والبقية، 2550 جريمة، في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن، وإذا ما قُسم هذا الرقم على هذه المناطق الثلاث (تجاوزاً)، تكون حصة كل واحدة منها زهاء 850 جريمة تتعلق بقضايا الشرف، تحدث سنوياً، وهو ما تجافيه الحقيقة والوثيقة.

«السّجل» خلال صدورها على شكل صحيفة، خصصت عدّاداً لرصد عدد جرائم الشرف التي تقع في الأردن. وفقاً للعدّاد فإن عدد هذه الجرائم خلال العام 2008، بلغ إحدى عشرة جريمة، استناداً إلى ما نُشر عبر وسائل إعلام مختلفة. فيما بلغ عدد الجرائم التي رصدها العدّاد نفسه 9 جرائم منذ بداية العام حتى 25 أيار/مايو 2009.

بعد نسخته الأولى بالإنجليزية التي وضعت تقديماً لها الناشطة في حقوق الإنسان الممثلة العالمية جين فوندا، من المنتظَر أن يصدر كتاب المؤلفة بنسخته العربية، خلال تموز/يوليو 2009، بحسب ما أكدته الحسيني في حفل توقيع الكتاب الذي حضره جمهور غفير من المهتمين والناشطين في قضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، إضافة إلى إعلاميين وممثلين عن عدد من الهيئات والمنظمات المحلية والدولية.

الحسيني عبّرت خلال الحفل عن أملها في أن يسهم كتابها في دفع عجلة التغيير بفاعلية للحدّ من مثل هذه الجرائم، ورفع مستوى الوعي المجتمعي، وحماية نساء حياتهن معرّضة للخطر.

الحسيني توقِّع «جريمة باسم الشرف»
 
01-Jul-2009
 
العدد 1