العدد 1 - أربعة أسابيع
 

لم تكن المرة الأولى التي ترسل فيها أمُّ ورد طفلَها لشراء الإفطار من المطعم، الذي لا يبعد عن المنزل أكثر من 200 متر. لكنها صبيحة 26/4 عندما أرسلته كالعادة لهذا الغرض، لم تكن تعرف أن المشوار الذي يستغرق دقائق، سيمتد إلى أسابيع، وربما يفضي إلى ما هو أسوأ.

حتى يوم إعداد هذا التقرير (27 حزيران/يونيو) يكون اختفاء الطفل ورد قد دخل أسبوعه التاسع، إذ خرج الطفل في الحادية عشرة والنصف صبيحة 26/4 من منزله في بلدة جديتا، شمال البلاد، ليشتري الحمّص من مطعم قريب، ولم يعد من يومها.

حملة بحث واسعة قامت بها أجهزة الأمن التي أنشأت بجوار منزل الطفل غرفةَ عمليات عاملة على مدار 24 ساعة، فقامت بتمشيط أحياء البلدة وأحراشها في محيط زاد على الكيلومترين، وفتشت الأودية والكهوف المحيطة بالبلدة، وما نسبته 95 في المئة من الآبار والحفر الامتصاصية في البلدة، وأجرت تحقيقات طالت مئات الأشخاص، وشملت أرباب سوابق وتجاراً وربات منازل وأقارب للطفل.

هذه ليست المرة الأولى التي يختفي فيها طفل، فوفق الناطق الإعلامي لمديرية الأمن العام، فقد تعاملت المديرية العام 2008 وحده مع 75 حالة فقدان لأطفال، لكن الاهتمام الإعلامي والشعبي بقضية «ورد» لم يكن مسبوقاً. فإضافةً إلى تغطية صحفية يومية لأدق المستجدات في مجريات التحقيق، فإن مؤسسات إعلامية وتعليمية ومنظمات مجتمع مدني، ومواقع إلكترونية، أطلقت مبادرات تضامنية مع الطفل وأهله، ونظمت حملات للبحث عنه، وقامت هذه الجهات بطباعة أعداد كبيرة من صوره تم توزيعها في أنحاء البلاد المختلفة.

التغطية الإعلامية غير المألوفة كانت «مسيئة لمجريات التحقيق» بحسب ما يرى الناطق الإعلامي لمديرية الأمن العام في تصريح لـ«السّجل»، كما كانت سبباً في «تفريخ الشائعات»، وهي شائعات «شكلت ضغطاً على أجهزة الأمن العام التي تعاملت معها جميعها بجدية، كما سببت ضغطاً نفسياً هائلاً لأهل الطفل».

يُذكر أن العديد من الشائعات انطلقت منذ الأيام الأولى لاختفاء الطفل، منها شائعة العصابة التي تستأجر فيلاّ في عمّان وتخطف الأطفال لتتاجر بأعضائهم، وشائعات العثور عليه في مكبّ نفايات في بلدة المنشية في الأغوار الشمالية، وسقوطه في حفرة امتصاصية في البلدة، والعثور عليه في مدرسة قيد الإنشاء في البلدة.

ورد لم يعد بعد
 
01-Jul-2009
 
العدد 1