العدد 6 - نبض البلد
 

مثّل معرض «الفن العراقي» الذي افتُتح في غاليري رؤى للفنون، خلال تشرين الأول/أكتوبر 2009، من التظاهرات التشكيلية الكبرى، إذ سلط الضوء على تجارب نحو 75 فناناً عراقياً، تنوعت أجيالهم واتجاهاتهم وأساليبهم وتقنياتهم.

وفي الوقت الذي أثّثت فيه الأعمال الفنية قاعات الغاليري، تواصلت حشود الفنانين وأبناء الجالية العراقية في الأردن ومحبي الفن في التوافد لمشاهدة المعرض. بعضهم آثر التمعن في اللوحات التي تنوعت بين زيتية ومائية وغرافيك، وبعضهم الآخر أخذ يدقق النظر في المنحوتات التي بدت شواهد حيّة على حضارة بلاد الرافدين ودليلاً على تطور الحركة الفنية فيها منذ جيل الرواد وصولاً إلى الجيل الجديد الذي تابع المسيرة بانياً على ما استقاه من السلف، مضيفاً له ما يعبّر عن المرحلة التي يعيشها العراق حالياً.

الموضوعات التي تناولها الفنانون من الرواد، احتفت بالمكان والطبيعة والإنسان العراقي، بينما ظهرت مفردة الحرب وتأثيرها في الإنسان وخدْشها لمفاهيم الجمال بشكل واضح في أعمال فنانين من الجيل الذي عايش الحرب وعانى ويلاتها.

سعاد العيساوي، مديرة غاليري رؤى، قالت في تصريح لـ ے إن أهمية المعرض تتمثل في إتاحة الفرصة أمام الجيل الشاب لعرض تجاربه الواعدة مع جيل راسخ التجربة. ولفتت إلى أن «رؤى» الذي كان بمثابة الرئة التي يتنفس عبرها الفن العراقي، خلال سنوات الحصار على العراق في التسعينيات، واصل دوره ورسالته كجسر بين الفن العراقي وفنانيه، والعالم.

المعرض الذي افتُتح عشية انطلاق الأيام الثقافية العراقية في الأردن، اشتمل على أعمال لفنانين راحلين، وأحياء بعضهم ما زال مقيماً في العراق، وبعضهم انتقل إلى الأردن أو إلى دول أخرى. المعروضات جسّدت مشاعر الاغتراب الإنساني، وتناولت فكرة الاجتثاث وقسوة المنفى، مستلهمةً التراث النحتي لبلاد الرافدين، بدلالاته التعبيرية، وثمة لوحات تحتفي بالأسود الذي يتسيد السطح مثلما ينتشر بؤراً وأشكالاً تتغلغل في تفاصيل اللوحات متنوعة الأحجام بين الجدارية والمتوسطة والصغيرة.

الجمهور اطّلع أيضاً على كتاب «الحركة التشكيلية في العراق» للفنان عادل كامل، الذي توافر في قاعات العرض. كما عُقدت على هامش المعرض الذي افتتحه الأمير رعد بن زيد، ندوة نقدية شارك فيها: النحات محمد غني حكمة، الناقد التشكيلي عادل كامل، الفنانان إبراهيم العبدلي وسالم الدباغ.

تناولت محاور الندوة، نشوء الفن في حضارة وادي الرافدين، وفترات القطيعة التي تخللت مسيرته، والبعثات المبكرة في العراق، وتأسيس معهد الفنون الجميلة، وظهور جماعات فنية، من مثل جماعة الرواد وجماعة بغداد للفن الحديث وجماعة الانطباعيين العراقيين.

معرض الفن العراقي في «رؤى»: تظاهرة تشكيلية كبرى
 
01-Dec-2009
 
العدد 6