العدد 4 - قارئ/كاتب
 

العنوسة ظاهرة مقلقة تتزايد في مجتمعنا، ضحاياها أبناؤنا وبناتنا على السواء، لذلك فإن للآباء دوراً كبيراً في تذليل الصعاب، وتوجيه الأبناء نحو الحلول، وتوعيتهم للإقبال على الزواج والارتباط.

الطبيعة من تلقاء نفسها تفصل الثمرة الناضجة عن الشجرة، وكذلك الحال عند نضوج الولد والبنت، إذ تتولد لدى كلٍّ منهما الرغبة في الانفصال عن الشجرة الأم، والاتجاه لتكوين أسرة جديدة في مكان جديد.

والزواج حتمية بيولوجية، لا بدّ من حدوثه، وكل ما يحتاجه اثنان للزواج، مأوى ودخْل يكفي لتوفير الأساسيات في الحياة، إضافة إلى الرغبة المشتركة بينهما ليشكّلا أسرة ويُرزَقا بالأبناء.

مما يلاحَظ أن نسبة الإقبال على الزواج في الطبقتين الفقيرة ومتوسطة الحال، وفي فئة الأقل تعليماً، أكبر مما هي عند الأغنياء وأصحاب الشهادات العليا، لأن بعضاً من هؤلاء خرجوا عن حدود المطلوب الفعلي والحقيقي للارتباط والزواج، بسبب الاعتبارات الاجتماعية. فـ«الشَّبكة» يجب أن لا يقل سعرها عن مبلغ كذا، والشقة يجب أن تكون بمواصفات كذا وكذا وفي منطقة كذا، وفَرشها يجب أن يكون من معرض راقٍ، وصالة ليلة العمر يجب أن تقام في فندق كذا، وشهر العسل في بلد كذا... وسوى ذلك من المتطلبات التي يمكن أن تندرج في باب الكماليات.

ولو سألت شاباً أو فتاة عن سر التمسك بهذه الشكليات التي لا تقدم، بل إنها تؤخر الزواج، ستكون الإجابة: «هذه ليلة عمري، ويجب أن تكون كما أحلم، فهي لن تتكرر، وأنا لست أقل قدراً من أصحابي وأقاربي».

وإن قلتَ إن آلاف الدنانير التي ستُنفَق، جزءٌ كبير منها دَينٌ وقرضة، وإن ادّخارها أو توفيرها يمثّل عوناً للزوجين في حياتهما المقبلة، فسيكون الجواب: «احييني اليوم، وأمِتني غداً».

سببُ ما نحن وأبناؤنا فيه، أن الزواج يُنظَر إليه على أنه صفقة وبرستيج وليلة عمر واحدة، دون النظر لما قد يواجهه الزوجان من أزمة مالية ونكد عيش وضيق حال.

ليلة عمري
 
01-Oct-2009
 
العدد 4